
زارت المغرب في مارس 1997، للمشاركة في المؤتمر القومي العربي بالدار البيضاء. وهناك، في شرفة غرفة مطلة على المحيط الأطلسي بشاطئ عين الذئاب، التقيتها رفقة أخي وصديقي الشاعر حسن نجمي، لإجراء حوار ممتع معها (نشر بيومية “الإتحاد الإشتراكي” المغربية على حلقتين بتاريخ 17 و 24 مارس 1997).
كانت بهية فعلا، أشبه بطفلة منطلقة بحيوية معدية وبحس إنساني رهيف جدا ورفيع وسام. رغم التعب الذي كان يهد جسدها بسبب مرض طارئ حينها. تكلمت كثيرا عن عشقها للمغرب، عن محبتها للناس والأمكنة، عن اكتشافها للغنى الحضاري للمعمار المغربي الذي حافظنا عليه، عن انبهارها أمام شساعة المحيط الأطلسي (بحر الظلمات). تكلمت عن مصر وشعبها بشغف ومحبة لا تجامل، لكنها تنتبه للعميق في وعي الناس ورقيهم الحضاري.
أنقل هنا بعضا من العناوين الكبرى لذلك الحوار، الذي قالت فيه:
“لحظات الشرارة التي تغير التاريخ لا يمكن أن تعرفها سلفا” / “الفنان الذي يتكون عبر الفن وعبر زخم الحياة يكون أصدق فنيا، وأبقى في ذاكرة الناس” / “لا يمكن أن أنسى المغرب الذي هزني بالمسيرة الكبيرة التي خرجت للتضامن مع العراق يوم 3 فبراير 1991، لقد أحببتها حبا جنونيا وكأنني تعرفت على حقيقة ضمير هذا الشعب الذي أعتز به” / “مهما كانت المظاهر البارزة على سطح المجتمع، فعلى المرء أن لا يغتر بها، فالتجربة التي عاشها الشعب المصري بعمق، بوجعها، بخساراتها قد أنضجته”…
كم كانت نبوءاتها صادقة.. فهي “بهية” فعلا..

المصدر : Lahcen Laassibi